- باب:
القضاء على الغائب.
6758 -
حدَّثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها:
أن هند
قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبا سفيان رجل شحيح، فأحتاج أن آخذ من ماله؟
قال: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف).
[ر:2097]
29 - باب
من قضي له بحق أخيه فلا يأخذه، فإن قضاء الحاكم لا يحلُّ حراماً ولا يحرِّم حلالاً.
6759 -
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب قال:
أخبرني عروة بن الزبير: أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته: أنَّ أمَّ سلمة زوج النبي صلى
الله عليه وسلم أخبرتها،
عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم: أنه سمع خصومة بباب حجرته، فخرج إليهم فقال:
(إنما أنا
بشر، وإنه يأتيني الخصم، فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض، فأحسب أنه صادق فأقضي له
بذلك، فمن قضيت له بحق مسلم، فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو ليتركها).
[ر:2326]
6760 -
حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت:
كان عتبة
بن أبي وقَّاص، عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقَّاص، أن ابن وليدة زمعة منِّي، فاقبضه
إليك، فلما كان عام الفتح أخذه سعد فقال: ابن
أخي، قد
كان عهد إليَّ فيه، فقام إليه عبد بن زمعة فقال: أخي و ابن وليدة أبي، ولد على
فراشه، فتساوقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال سعد: يا رسول الله، ابن أخي
كان عهد إليَّ فيه، وقال عبد بن زمعة: أخي وابن وليدة أبي،
ولد على
فراشه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هو لك يا عبد بن زمعة). ثم قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (الولد للفراش، وللعاهر الحَجَر). ثم قال لسودة بنت زمعة:
(احتجبي منه). لما رأى من شبهه بعتبة، فما رآها حتى لقي الله تعالى.
[ر:1948]
30 - باب:
الحكم في البئر ونحوها.
6761 -
حدثنا إسحق بن نصر: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا سفيان، عن منصور والأعمش، عن أبي وائل
قال: قال عبد الله:
قال
النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحلف على يمين صَبْرٍ، يَقتَطِعُ مالاً وهو فيها
فاجر، إلا لقي الله وهو عليه غضبان). فأنزل الله: { إنَّ الذين يشترون بعهد الله
وأيمانهم ثمناً قليلاً}. الآية، فجاء الأشعث وعبد الله يُحدِّثهم، فقال: فيَّ نزلت
وفي رجل خاصمته في بئرٍ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألك بيِّنة). قلت: لا،
قال: (فليحلف). قلت إذن يحلف، فنزلت: {إنَّ الذين يشترون بعهد الله}. الآية.
[ر:2229]
31 - باب
القضاء في كثير المال وقليله.
وقال ابن
عيينة، عن ابن شبرمة: القضاء في قليل المال و كثيره سواء.
6762 -
حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني عروة بن الزبير: أنَّ زينب بنت
أبي سلمة أخبرته، عن أمها أم سلمة قالت:
سمع
النبي صلى الله عليه وسلم جَلَبَةَ خصام عند بابه، فخرج عليهم فقال: ( إنما أنا
بشر، وإنه يأتيني الخصم، فلعل بعضاً أن يكون أبلغ من بعض، أقضي له بذلك، وأحسب أنه
صادق، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو ليدعها).
[ر:2326]
32 - باب:
بيع الإمام على الناس أموالهم وضياعهم.
وقد باع
النبي صلى الله عليه وسلم مدبَّراً من نُعيم بن النَّحَّام.
6763 -
حدثنا ابن نمير: حدثنا محمد بن بشر: حدثنا إسماعيل: حدثنا سلمة ابن كهيل، عن عطاء،
عن جابر بن عبد الله قال:
بلغ
النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ رجلاً من أصحابه أعتق غلاماً له عن دُبُرٍ، لم يكن
له مال غيره، فباعه بثمانمائة درهم، ثم أرسل بثمنه إليه.
[ر:2034]
33 - باب:
من لم يكترث بطعن من لا يعلم في الأمراء حديثاً.
6764 -
حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد العزيز بن مسلم: حدثنا عبد الله ابن دينار قال:
سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول:
بعث رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعثاً، وأمَّر عليهم أسامة بن زيد، فطعن في إمارته، وقال:
(إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبله، وايم الله إن كان
لخليقاً للإمرة، وإن كان لَمِنْ أَحَبِّ الناس اليَّ، و إنَّ هذا لمن أحبَّ الناس
إليَّ بعده).
[ر:3524]
34 - باب:
الألدُّ الخصِم، وهو الدائم في الخصومة.
{ لُدًّا
} / مريم: 97/: عُوجاً. { ألَدُّ } / البقرة: 204/: أعوج.
6765 -
حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج: سمعت ابن أبي مليكة يحدِّث، عن
عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ( أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخصِم).
[ر:2325]
35 - باب:
إذا قضى الحاكم بجَورٍ، أو خلاف أهل العلم فهو ردٌّ.
6766 -
حدثنا محمود: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزُّهريِّ، عن سالم، عن ابن عمر:
بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالدًا (ح). وحدثني أبو عبد الله نُعيم بن حمَّاد:
أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن سالم، عن أبيه قال:
بعث
النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، فلم يحسنوا أن يقولوا:
أسلمنا، فقالوا صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل ويأسر، ودفع إلى كل رجل منَّا أسيره،
فأمر كل رجل منا أن يقتل أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجلاً من
أصحابي أسيره، فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (اللهمَّ إنِّي أبرأ
إليك ممَّا صنع خالد بن الوليد). مرتين.
[ر:4084]
36 - باب:
الإمام يأتي قوماً فيصلح بينهم.
6767 -
حدثنا أبو النعمان: حدثنا حمَّاد: حدثنا أبو حازم المديني، عن سهل بن سعد الساعدي
قال: كان قتالاً بين بني عمرو، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فصلى الظهر ثم
أتاهم يصلح بينهم، فلمَّا حضرت صلاة العصر، فأذَّن بلال وأقام، وأمر أبا بكر
فتقدَّم، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الصلاة، فشقَّ الناس حتى قام
خلف أبي بكر، فتقدم في الصفِّ الذي يليه، قال: وصفَّح القوم، وكان أبو بكر إذا دخل
في الصلاة لم يلتفت حتى يفرغ، فلمَّا رأى التَّصفيح لا يمسك عليه التفت، فرأى النبي
صلى الله عليه وسلم خلفه، فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم: (أن امضه). وأومأ
بيده هكذا، و لبث أبو بكر هنيَّةً يحمد الله على قول النبي صلى الله عليه وسلم، ثم
مشى القهقرى، فلمَّا رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك تقدَّم، فصلَّى النبي صلى
الله عليه وسلم بالناس، فلما قضى صلاته قال: (يا أبا بكر، ما منعك إذ أومأت إليك أن
لا تكون مضيت). قال: لم يكن لابن أبي قحافة أن يؤمَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم،
وقال للقوم: (إذا نابكم أمر فليسبِّح الرجال وليصفِّح النساء).
[ر:652]
37 - باب:
يُستحبُّ للكاتب أن يكون أميناً عاقلاً.
6768 -
حدثنا محمد بن عبيد الله أبو ثابت: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عبيد بن
السبَّاق، عن زيد بن ثابت قال: بعث إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال
أبو بكر: إنَّ عمر أتاني فقال: إنَّ القتل قد استحرَّ يوم اليمامة بقرَّاء القرآن،
وإني أخشى أن يستحرَّ القتل بقرَّاء القرآن في المواطن كلِّها، فيذهب قرآن كثير، و
إني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت: كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله
عليه وسلم؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني في ذلك حتَّى شرح الله
صدري للذي شرح له صدر عمر، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: وإنك
رجل شابّ عاقل لا نتَّهمك، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
فتتبَّع القرآن فاجمعه. قال زيد: فوالله لو كلَّفني نقل جبل من الجبال ما كان
بأثقل عليَّ ممَّا كلَّفني من جمع القرآن. قلت كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله
صلى الله عليه وسلم؟ قال أبو بكر: هو والله خير، فلم يزل يحثُّ مراجعتي حتى شرح
الله صدري للَّذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، ورأيت في ذلك الذي رأيا، فتتبَّعت
القرآن أجمعه من العُسُبِ والرقاع و اللخاف وصدور الرجال، فوجدت في آخر سورة
التوبة: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}. إلى آخرها مع خزيمة، أو أبي خزيمة، فألحقتها
في سورتها، فكانت الصحف عند أبي بكر حياته حتى توفاه الله عز وجل، ثم عند عمر حياته
حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر.
قال محمد
بن عبيد الله: اللخاف يعني الخزف.
[ر:4402]
38 - باب:
كتاب الحاكم إلى عمَّاله، والقاضي إلى أمنائه.
6769 -
حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن أبي ليلى(ح). حدثنا إسماعيل: حدثني مالك،
عن أبي ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل، عن سهل بن أبي حثْمة: أنه أخبره هو
ورجال من كُبَراء قومه:
أنَّ عبد
الله بن سهل ومُحَيِّصة خرجا إلى خيبر من جهد أصابهم، فأخبِرَ محيِّصة أنَّ عبد
الله قُتِل و طرح في فقير أو عين، فأتى يهود فقال: أنتم والله قتلتموه، قالوا: ما
قتلناه والله، ثمَّ أقبل حتى قدم على قومه فذكر لهم، فأقبل هو وأخوه حويِّصة، وهو
أكبر منه، وعبد الرحمن بن سهل، فذهب ليتكلم، وهو الذي كان بخيبر، فقال النبي صلى
الله عليه وسلم لمحيِّصة: (كبِّر كبِّر). يريد السن، فتكلم حويِّصة ثمَّ تكلم
محيِّصة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إمَّا أن يدوا صاحبكم، وإمَّا أن
يُؤذِنوا بحرب). فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم به، فكتبوا: ما قتلناه،
فقال رسول الله لحويِّصة ومحيِّصة وعبد الرحمن: (أتحلفون وتستحقُّون دم صاحبكم).
فقالوا: لا، قال: (أفتحلف لكم يهود). قالوا: ليسوا بمسلمين، فوداه رسول الله صلى
الله عليه وسلم من عنده مائة ناقة حتى أدخلت الدار، قال سهل: فركضتني منها ناقة.
[ر:2555]
39 - باب:
هل يجوز للحاكم أن يبعث رجلاً وحده للنظر في الأمور.
6770 -
حدثنا آدم: حدثنا ابن أبي ذئب: حدثنا الزُهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي
هريرة وزيد بن خالد الجهنيِّ قالا:
جاء
أعرابي فقال: يا رسول الله، اقض بيننا بكتاب الله، فقام خصمه فقال: صدق، فاقض بيننا
بكتاب الله، فقال الأعرابي: إنَّ ابني كان عسيفاً على هذا فزنى بامرأته، فقالوا لي:
على ابنك الرجم، ففديت ابني منه بمائة من الغنم ووليدة، ثم سألت أهل العلم فقالوا:
إنما على ابنك جلد مائة وتغريب عام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لأقضينَّ
بينكما بكتاب الله، أمَّا الوليدة و الغنم فردٌّ عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب
عام، وأمَّا أنت يا أنيس - لرجل - فاغد على إمرأة هذا فارجمها). فغدا عليها أنيس
فرجمها.
[ر:2190]
40 - باب:
ترجمة الحكام، وهل يجوز ترجمان واحد.
وقال
خارجة بن زيد بن ثابت، عن زيد بن ثابت: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يتعلم
كتاب اليهود حتى كتبت للنبي صلى الله عليه وسلم كتبهن وأقرأته كتبهم إذا كتبوا
إليه.
وقال عمر،
وعنده عليّ وعبد الرحمن وعثمان: ماذا تقول هذه؟ قال عبد الرحمن ابن حاطب: فقلت:
تخبرك بصاحبها الذي صنع بها.
وقال أبو
جمرة: كنت أترجم بين ابن عباس وبين الناس.
[ر:87]
وقال بعض
الناس: لا بدَّ للحاكم من مترجمَيْن.
6711 -
حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني عبيد الله بن عبد الله: أنَّ
عبد الله بن عباس أخبره: أنَّ أبا سفيان بن حرب أخبره: أنَّ هرقل أرسل إليه في ركب
من قريش، ثم قال لترجمانه: قل لهم: إني سائل هذا، فإن كذبني فكذِّبوه، فذكر الحديث،
فقال للترجمان: قل له: إن كان ما تقول حقاً، فسيملك موضع قدميَّ هاتين.
[ر:7]
41 - باب:
محاسبة الإمام عمَّاله.
6722 -
حدثنا محمد: أخبرنا عبدة: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي حُميد الساعديِّ:
أنَّ
النبي صلى الله عليه وسلم استعمل ابن الأتبيَّة على صدقات بني سُليم، فلما جاء إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاسبه قال: هذا الذي لكم، وهذه هدية أهديت لي، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فهلاَّ جلست في بيت أبيك وبيت أمك حتى تأتيك هديتك
إن كنت صادقاً). ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس، وحمد الله وأثنى
عليه، ثم قال: ( أما بعد، فإني أستعمل رجالاً منكم على أمور مما ولاَّني الله،
فيأتي أحدكم فيقول: هذا لكم وهذه هديَّة أهديت لي، فهلاَّ جلس في بيت أبيه وبيت أمه
حتى تأتيه هديته إن كان صادقاً، فوالله، لا يأخذ أحدكم منها شيئاً - قال هشام -
بغير حقِّه، إلاَّ جاء الله يحمله يوم القيامة، ألا فلا أعرفنَّ ما جاء الله رجل
ببعير له رغاء، أو ببقرة لها خوار، أو شاةً تيعر). ثم رفع يديه حتى رأيت بياض
إبطيه: (ألا هل بلَّغت).
[ر:883]
42 - باب:
بطانة الإمام وأهل مشورته.
البطانة:
الدُّخَلاء.
6773 -
حدثنا أصبغ: أخبرنا ابن وهب: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد
الخدري،
عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: (ما بعث الله من نبي، ولا استخلف من خليفة، إلاَّ كانت له
بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه،
فالمعصوم من عصم الله تعالى).
وقال
سليمان، عن يحيى: أخبرني ابن شهاب بهذا. و عن ابن أبي عتيق،
وموسى، عن
ابن شهاب مثله. وقال شعيب، عن الزُهري: حدثني أبو سلمة، عن أبي سعيد قوله. وقال
الأوزاعيُّ ومعاوية بن سلام:حدثني الزُهري: حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي
صلى الله عليه وسلم. وقال ابن أبي حسين وسعيد بن زياد، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد
قوله. وقال عبيد الله بن أبي جعفر: حدثني صفوان، عن أبي سلمة، عن أبي أيوب قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم.
[ر:6237]
43 - باب:
كيف يبايع الإمام الناس.
6774 -
حدنا إسماعيل: حدثني مالك، عن يحيى بن سعيد قال: أخبرني عبادة بن الوليد: أخبرني
أبي، عن عبادة بن الصامت قال:
بايعنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع و الطاعة في المنشط والمكره، وأن لا ننازع
الأمر أهله وأن نقوم، أو: نقول بالحق حيثما كنَّا لا نخاف في الله لومة لائم.
[ر:6647]
6775 -
حدثنا عمرو بن عليٍّ: حدثنا خالد بن الحارث: حدثنا حميد، عن أنس رضي الله عنه: خرج
النبي صلى الله عليه وسلم في غداة باردة، والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق، فقال:
(اللهم
إنَّ الخير خير الآخرة *** فاغفر للأنصار و المهاجرة).
فأجابوا:
نحن الذين
بايعوا محمدا *** على الجهاد ما بقينا أبدا
[ر:2679]
6776 -
حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن عبد الله بن دينار،
عن عبد
الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
كنَّا
إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا: (فيما
استطعتم).
6777 -
حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان: حدثنا عبد الله بن دينار قال: شهدت ابن عمر حيث
اجتمع الناس على عبد الملك قال: كتب: إنِّي أقرُّ بالسمع والطاعة لعبد الله عبد
الملك أمير المؤمنين، على سنَّة الله وسنَّة رسوله ما استطعت، وإنَّ بنيَّ قد
أقرُّا بمثل ذلك.
[6779،
6844]
6778 -
حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا هُشَيْم: أخبرنا سيَّار، عن الشعبيِّ، عن جرير بن
عبد الله قال:
بايعت
النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، فلقَّننيفيما استطعت، والنصح لكلِّ
مسلم).
[ر:57]
6779 -
حدثنا عمرو بن عليٍّ: حدثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني عبد الله بن دينار قال:
لمَّا بايع الناس عبد الملك، كتب إليه عبد الله بن عمر: إلى عبد الله عبد الملك
أمير المؤمنين، إنِّي أقرُّ بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين، على
سنَّة الله وسنَّة رسوله فيما استطعت، وإنَّ بنيَّ قد أقرُّوا بذلك.
[ر:6777]
6780 -
حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا حاتم، عن يزيد قال: قلت لسلمة: على أي شيء بايعتم
النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبيَّة؟ قال: على الموت.
[ر:2800]
6781 -
حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء: حدثنا جويرية، عن مالك،
عن
الزُهريِّ: أنَّ حميد بن عبد الرحمن أخبره: أنَّ المسور بن مخرمة
أخبره:
أنَّ الرهط الذين ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا، فقال لهم عبد الرحمن: لست بالذي
أنافسكم على هذا الأمر، ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم، فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن،
فلما ولَّوا عبد الرحمن أمرهم، فمال الناس على عبد الرحمن، حتى ما أرى أحداً من
الناس يتبع أولئك الرهط ولا يطأ عقبه، ومال الناس على عبد الرحمن يشاورونه تلك
الليالي، حتى إذا كانت الليلة التي أصبحنا منها فبايعنا عثمان، قال المسور: طرقني
عبد الرحمن بعد هجع من الليل، فضرب الباب حتى استيقظتُ، فقال أراك نائماً، فوالله
ما اكتحلت هذه الثلاث بكبير نوم، انطلق فادعوا الزبير وسعداً، فدعوتهما له
فشاورهما، ثم دعاني فقال: ادع لي علِيًّا، فدعوته فناجاه حتى ابهارَّ الليل، ثم قام
عليّ من عنده وهو على طمع، وقد كان عبد الرحمن يخشى من عليٍّ شيئاً، ثم قال: ادع لي
عثمان، فدعوته، فناجاه حتى فرَّق بينهما المؤذِّن بالصبح، فلما صلَّى للناس الصبح،
واجتمع أولئك الرهط عند المنبر، فأرسل إلى من كان حاضراً من المهاجرين والأنصار،
وأرسل إلى أمراء الأجناد، وكانوا وافوا تلك الحَجَّة مع عمر، فلما اجتمعوا تشهَّد
عبد الرحمن ثم قال: أمَّا بعد يا عليُّ، إنِّي قد نظرت في أمر الناس، فلم أرهم
يعدلون بعثمان، فلا تجعلنَّ على نفسك سبيلاً. فقال: أبايعك على سنَّة الله ورسوله
والخليفتين من بعده، فبايعه عبد الرحمن، وبايعه الناس: المهاجرون، والأنصار، وأمراء
الأجناد، والمسلمون.
44 - باب:
من بايع مرتين.
6782 -
حدثنا أبو عاصم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة قال:
بايعنا
النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، فقال لي: (يا سلمة ألا تبايع). قلت: يا رسول
الله، قد بايعت في الأول، قال: (وفي الثاني).
[ر:2800]
45 - باب:
بيعة الأعراب.
6783 -
حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي
الله عنهما:
أنَّ
أعرابيًّا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأصابه وعك، فقال: أقلني
بيعتي، فأبى، ثمَّ جاءه فقال: أقلني بيعتي، فأبى، فخرج، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (المدينة كالكير، تنفي خبثها، وتصنع طيِّبها).
[ر:1784]
46 - باب:
بيعة الصغير.
6784 -
حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا عبد الله بن يزيد: حدثنا سعيد، هو ابن أبي أيوب، قال:
حدثني أبو عقيل زُهرة بن معبد، عن جدِّه عبد الله بن هشام، وكان قد أدرك النبي صلى
الله عليه وسلم، وذهبت به أمُّه زينب بنت حميد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقالت: يا رسول الله بايعه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هو صغير). فمسح رأسه
ودعا له، وكان يضحِّي بالشاة الواحدة عن جميع أهله.
[ر:2368]
47 - باب:
من بايع ثم استقال البيعة.
6785 -
حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن محمد بن المنكدر،
عن جابر
ابن عبد الله:
أنَّ
أعرابيًّا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعك
بالمدينة، فأتى الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول
الله، أقلني بيعتي، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي،
فأبى، ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي، فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (إنما المدينة كالكير، تنفي خبثها وتنصع طيِّبها).
[ر:1784]
48 - باب:
من بايع رجلاً لا يبايعه إلاَّ للدنيا.
6786 -
حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكِّيهم ولهم
عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالطريق يمنع منه ابن السبيل، ورجل بايع إماماً لا
يبايعه إلا لدنياه، إن أعطاه ما يريد وفى له وإلا لم يف له، ورجل بايع رجلاً بسلعةٍ
بعد العصر، فحلف بالله لقد أعطي بها كذا وكذا فصدَّقه، فأخذها، ولم يعط بها).
[ر:2230]
49 - باب:
بيعة النساء.
رواه ابن
عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[ر:936]
6787 -
حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري. وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب:
أخبرني أبو إدريس الخولانيُّ: أنه سمع عبادة بن الصامت يقول:
قال لنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس: (تبايعوني على أن لا تشركوا بالله
شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتانٍ تفترونه بين
أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك
شيئاً فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله، فأمره إلى
الله: إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه).فبايعناه على ذلك.
[ر:18]
6788 -
حدثنا محمود: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزُهري،
عن عروة،
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان
النبي صلى الله عليه وسلم يبايع النساء بالكلام بهذه الآية: {لا يشركن بالله
شيئاً}. قالت: وما مسَّت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة إلاَّ امرأة
يملكها.
[ر:4609]
6789 -
حدثنا مسدَّد: حدثنا عبد الوارث، عن أيوب، عن حفصة، عن أمِّ عطيَّة قالت:
بايعنا
النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ علينا: {أن لا يشركن بالله شيئاً}. ونهانا عن
النياحة، فقبضت امرأة منا يدها، فقالت: فلانة أسعدتني، وأنا أريد أن أجزيها. فلم
يقل شيئاً، فذهبَت ثم رجعَت، فما وفت امرأة إلا أم سُليم، وأم العلاء، وابنة أبي
سبرة امرأة معاذ، أو ابنة أبي سبرة، وامرأة معاذ.
[ر:1244]
50 - باب:
من نكث بيعة.
وقال الله
تعالى: {إنَّ الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما
ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليهُ الله فسيؤتيه أجراً عظيماً} / الفتح:10/.
6790 -
حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن عمر بن المنكدر: سمعت حابراً قال:
جاء
أعرابيّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: بايعني على الإسلام، فبايعه على
الإسلام، ثم جاء الغد محموماً، فقال: أقلني، فأبى، فلما ولَّى، قال: (المدينة
كالكير، تنفي خبثها وتنصع طيِّبها).
[ر:1784]
51 - باب:
الإستخلاف.
6791 -
حدثنا يحيى بن يحيى: أخبرنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد: سمعت القاسم بن محمد
قال:
قالت
عائشة رضي الله عنها: وارأساه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذاكِ لو كان
وأنا حيّ فأستغفر لك وأدعو لك). فقالت عائشة: واثكلياه، والله إني لأظنك تحبُّ
موتي، ولو كان ذاك لظلِلتَ
آخر يومك
معرِّساً ببعض أزواجك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بل أنا وارأساه، لقد هممت،
أو أردت، أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد، أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنُّون،
ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو: يدفع الله ويأبى المؤمنون).
[ر:5342]
6792 -
حدثنا محمد بن يوسف: أخبرنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما قال:
قيل
لعمر: ألا تستخلف؟ قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك فقد
ترك من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأثنوا عليه، فقال: راغب وراهب،
وددت أنِّي نجوت منها كفافاً، لا لي ولا عليَّ، لا أتحمَّلها حيًّا وميِّتاً.
6793 -
حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزُّهريّ:
أخبرني
أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر، وذلك الغد
من يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم، فتشهَّد وأبو بكر صامت لا يتكلم، قال: كنت
أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدبرنا، يريد بذلك أن يكون آخرهم،
فإن يكُ محمد صلى الله عليه وسلم قد مات، فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نوراً
تهتدون به بما هدى الله محمداً صلى الله عليه وسلم، وإنَّ أبا بكر صاحب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثاني اثنين، فإنَّه أولى المسلمين بأموركم، فقوموا فبايعوه،
وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكانت بيعة العامَّة على
المنبر. قال الزُهريُّ، عن أنس بن مالك: سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذٍ: اصعد
المنبر، فلم يزل به حتى صعد المنبر، فبايعه الناس عامَّةً.
[6841]
6794 -
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن جبير بن
مطعم، عن أبيه قال:
أتت
النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فكلمته في شيء، فأمرها أن ترجع إليه، قالت: يا رسول
الله، أرأيت إن جئت ولم أجدك؟ كأنها تريد الموت، قال: (إن لم تجديني فأتي أبا بكر)
[ر:3459]
6795 -
حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان: حدثني قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي بكر
رضي الله عنه: قال لوفد بزاخة: تتبعون أذناب الإبل، حتى يري الله خليفة نبيِّه صلى
الله عليه وسلم والمهاجرين أمراً يعذرونكم به.
6796 -
حدثني محمد بن المثنَّى: حدثناغندر: حدثنا شعبة، عن عبد الملك: سمعت جابر بن سمرة
قال:
سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يكون اثنا عشر أميراً) فقال كلمة لم أسمعها، فقال
أبي: إنه قال: (كلهم من قريش).
52 - باب:
إخراج الخصوم وأهل الرِّيب من البيوت بعد المعرفة.
وقد أخرج
عمر أخت أبي بكر حين ناحت.
6797 -
حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب يُحتَطب، ثم
آمر بالصلاة فيؤذَّن لها، ثم آمر رجلاً فيؤمَّ الناس، ثم أخالف إلى رجال فأُحرِّق
عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنه يجد عَرقاً سميناً، أو مرماتين
حسنتين لشهد العشاء).
[ر:618]
53 - باب:
هل للإمام أن يمنع المجرمين وأهل المعصية من الكلام معه والزيارة ونحوه.
6798 -
حدثني يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله
بن كعب بن مالك: أن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب من بنيه حين عمي، قال:
سمعت كعب بن مالك قال:
لمَّا
تخلَّف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فذكر حديثه، ونهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، وآذن رسول الله
صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا.
القضاء على الغائب.
6758 -
حدَّثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها:
أن هند
قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبا سفيان رجل شحيح، فأحتاج أن آخذ من ماله؟
قال: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف).
[ر:2097]
29 - باب
من قضي له بحق أخيه فلا يأخذه، فإن قضاء الحاكم لا يحلُّ حراماً ولا يحرِّم حلالاً.
6759 -
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب قال:
أخبرني عروة بن الزبير: أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته: أنَّ أمَّ سلمة زوج النبي صلى
الله عليه وسلم أخبرتها،
عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم: أنه سمع خصومة بباب حجرته، فخرج إليهم فقال:
(إنما أنا
بشر، وإنه يأتيني الخصم، فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض، فأحسب أنه صادق فأقضي له
بذلك، فمن قضيت له بحق مسلم، فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو ليتركها).
[ر:2326]
6760 -
حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت:
كان عتبة
بن أبي وقَّاص، عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقَّاص، أن ابن وليدة زمعة منِّي، فاقبضه
إليك، فلما كان عام الفتح أخذه سعد فقال: ابن
أخي، قد
كان عهد إليَّ فيه، فقام إليه عبد بن زمعة فقال: أخي و ابن وليدة أبي، ولد على
فراشه، فتساوقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال سعد: يا رسول الله، ابن أخي
كان عهد إليَّ فيه، وقال عبد بن زمعة: أخي وابن وليدة أبي،
ولد على
فراشه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هو لك يا عبد بن زمعة). ثم قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (الولد للفراش، وللعاهر الحَجَر). ثم قال لسودة بنت زمعة:
(احتجبي منه). لما رأى من شبهه بعتبة، فما رآها حتى لقي الله تعالى.
[ر:1948]
30 - باب:
الحكم في البئر ونحوها.
6761 -
حدثنا إسحق بن نصر: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا سفيان، عن منصور والأعمش، عن أبي وائل
قال: قال عبد الله:
قال
النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحلف على يمين صَبْرٍ، يَقتَطِعُ مالاً وهو فيها
فاجر، إلا لقي الله وهو عليه غضبان). فأنزل الله: { إنَّ الذين يشترون بعهد الله
وأيمانهم ثمناً قليلاً}. الآية، فجاء الأشعث وعبد الله يُحدِّثهم، فقال: فيَّ نزلت
وفي رجل خاصمته في بئرٍ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألك بيِّنة). قلت: لا،
قال: (فليحلف). قلت إذن يحلف، فنزلت: {إنَّ الذين يشترون بعهد الله}. الآية.
[ر:2229]
31 - باب
القضاء في كثير المال وقليله.
وقال ابن
عيينة، عن ابن شبرمة: القضاء في قليل المال و كثيره سواء.
6762 -
حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني عروة بن الزبير: أنَّ زينب بنت
أبي سلمة أخبرته، عن أمها أم سلمة قالت:
سمع
النبي صلى الله عليه وسلم جَلَبَةَ خصام عند بابه، فخرج عليهم فقال: ( إنما أنا
بشر، وإنه يأتيني الخصم، فلعل بعضاً أن يكون أبلغ من بعض، أقضي له بذلك، وأحسب أنه
صادق، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو ليدعها).
[ر:2326]
32 - باب:
بيع الإمام على الناس أموالهم وضياعهم.
وقد باع
النبي صلى الله عليه وسلم مدبَّراً من نُعيم بن النَّحَّام.
6763 -
حدثنا ابن نمير: حدثنا محمد بن بشر: حدثنا إسماعيل: حدثنا سلمة ابن كهيل، عن عطاء،
عن جابر بن عبد الله قال:
بلغ
النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ رجلاً من أصحابه أعتق غلاماً له عن دُبُرٍ، لم يكن
له مال غيره، فباعه بثمانمائة درهم، ثم أرسل بثمنه إليه.
[ر:2034]
33 - باب:
من لم يكترث بطعن من لا يعلم في الأمراء حديثاً.
6764 -
حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد العزيز بن مسلم: حدثنا عبد الله ابن دينار قال:
سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول:
بعث رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعثاً، وأمَّر عليهم أسامة بن زيد، فطعن في إمارته، وقال:
(إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبله، وايم الله إن كان
لخليقاً للإمرة، وإن كان لَمِنْ أَحَبِّ الناس اليَّ، و إنَّ هذا لمن أحبَّ الناس
إليَّ بعده).
[ر:3524]
34 - باب:
الألدُّ الخصِم، وهو الدائم في الخصومة.
{ لُدًّا
} / مريم: 97/: عُوجاً. { ألَدُّ } / البقرة: 204/: أعوج.
6765 -
حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج: سمعت ابن أبي مليكة يحدِّث، عن
عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ( أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخصِم).
[ر:2325]
35 - باب:
إذا قضى الحاكم بجَورٍ، أو خلاف أهل العلم فهو ردٌّ.
6766 -
حدثنا محمود: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزُّهريِّ، عن سالم، عن ابن عمر:
بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالدًا (ح). وحدثني أبو عبد الله نُعيم بن حمَّاد:
أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن سالم، عن أبيه قال:
بعث
النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، فلم يحسنوا أن يقولوا:
أسلمنا، فقالوا صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل ويأسر، ودفع إلى كل رجل منَّا أسيره،
فأمر كل رجل منا أن يقتل أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجلاً من
أصحابي أسيره، فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (اللهمَّ إنِّي أبرأ
إليك ممَّا صنع خالد بن الوليد). مرتين.
[ر:4084]
36 - باب:
الإمام يأتي قوماً فيصلح بينهم.
6767 -
حدثنا أبو النعمان: حدثنا حمَّاد: حدثنا أبو حازم المديني، عن سهل بن سعد الساعدي
قال: كان قتالاً بين بني عمرو، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فصلى الظهر ثم
أتاهم يصلح بينهم، فلمَّا حضرت صلاة العصر، فأذَّن بلال وأقام، وأمر أبا بكر
فتقدَّم، وجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر في الصلاة، فشقَّ الناس حتى قام
خلف أبي بكر، فتقدم في الصفِّ الذي يليه، قال: وصفَّح القوم، وكان أبو بكر إذا دخل
في الصلاة لم يلتفت حتى يفرغ، فلمَّا رأى التَّصفيح لا يمسك عليه التفت، فرأى النبي
صلى الله عليه وسلم خلفه، فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم: (أن امضه). وأومأ
بيده هكذا، و لبث أبو بكر هنيَّةً يحمد الله على قول النبي صلى الله عليه وسلم، ثم
مشى القهقرى، فلمَّا رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك تقدَّم، فصلَّى النبي صلى
الله عليه وسلم بالناس، فلما قضى صلاته قال: (يا أبا بكر، ما منعك إذ أومأت إليك أن
لا تكون مضيت). قال: لم يكن لابن أبي قحافة أن يؤمَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم،
وقال للقوم: (إذا نابكم أمر فليسبِّح الرجال وليصفِّح النساء).
[ر:652]
37 - باب:
يُستحبُّ للكاتب أن يكون أميناً عاقلاً.
6768 -
حدثنا محمد بن عبيد الله أبو ثابت: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عبيد بن
السبَّاق، عن زيد بن ثابت قال: بعث إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال
أبو بكر: إنَّ عمر أتاني فقال: إنَّ القتل قد استحرَّ يوم اليمامة بقرَّاء القرآن،
وإني أخشى أن يستحرَّ القتل بقرَّاء القرآن في المواطن كلِّها، فيذهب قرآن كثير، و
إني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت: كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله
عليه وسلم؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني في ذلك حتَّى شرح الله
صدري للذي شرح له صدر عمر، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: وإنك
رجل شابّ عاقل لا نتَّهمك، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
فتتبَّع القرآن فاجمعه. قال زيد: فوالله لو كلَّفني نقل جبل من الجبال ما كان
بأثقل عليَّ ممَّا كلَّفني من جمع القرآن. قلت كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله
صلى الله عليه وسلم؟ قال أبو بكر: هو والله خير، فلم يزل يحثُّ مراجعتي حتى شرح
الله صدري للَّذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، ورأيت في ذلك الذي رأيا، فتتبَّعت
القرآن أجمعه من العُسُبِ والرقاع و اللخاف وصدور الرجال، فوجدت في آخر سورة
التوبة: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}. إلى آخرها مع خزيمة، أو أبي خزيمة، فألحقتها
في سورتها، فكانت الصحف عند أبي بكر حياته حتى توفاه الله عز وجل، ثم عند عمر حياته
حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر.
قال محمد
بن عبيد الله: اللخاف يعني الخزف.
[ر:4402]
38 - باب:
كتاب الحاكم إلى عمَّاله، والقاضي إلى أمنائه.
6769 -
حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن أبي ليلى(ح). حدثنا إسماعيل: حدثني مالك،
عن أبي ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل، عن سهل بن أبي حثْمة: أنه أخبره هو
ورجال من كُبَراء قومه:
أنَّ عبد
الله بن سهل ومُحَيِّصة خرجا إلى خيبر من جهد أصابهم، فأخبِرَ محيِّصة أنَّ عبد
الله قُتِل و طرح في فقير أو عين، فأتى يهود فقال: أنتم والله قتلتموه، قالوا: ما
قتلناه والله، ثمَّ أقبل حتى قدم على قومه فذكر لهم، فأقبل هو وأخوه حويِّصة، وهو
أكبر منه، وعبد الرحمن بن سهل، فذهب ليتكلم، وهو الذي كان بخيبر، فقال النبي صلى
الله عليه وسلم لمحيِّصة: (كبِّر كبِّر). يريد السن، فتكلم حويِّصة ثمَّ تكلم
محيِّصة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إمَّا أن يدوا صاحبكم، وإمَّا أن
يُؤذِنوا بحرب). فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم به، فكتبوا: ما قتلناه،
فقال رسول الله لحويِّصة ومحيِّصة وعبد الرحمن: (أتحلفون وتستحقُّون دم صاحبكم).
فقالوا: لا، قال: (أفتحلف لكم يهود). قالوا: ليسوا بمسلمين، فوداه رسول الله صلى
الله عليه وسلم من عنده مائة ناقة حتى أدخلت الدار، قال سهل: فركضتني منها ناقة.
[ر:2555]
39 - باب:
هل يجوز للحاكم أن يبعث رجلاً وحده للنظر في الأمور.
6770 -
حدثنا آدم: حدثنا ابن أبي ذئب: حدثنا الزُهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي
هريرة وزيد بن خالد الجهنيِّ قالا:
جاء
أعرابي فقال: يا رسول الله، اقض بيننا بكتاب الله، فقام خصمه فقال: صدق، فاقض بيننا
بكتاب الله، فقال الأعرابي: إنَّ ابني كان عسيفاً على هذا فزنى بامرأته، فقالوا لي:
على ابنك الرجم، ففديت ابني منه بمائة من الغنم ووليدة، ثم سألت أهل العلم فقالوا:
إنما على ابنك جلد مائة وتغريب عام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لأقضينَّ
بينكما بكتاب الله، أمَّا الوليدة و الغنم فردٌّ عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب
عام، وأمَّا أنت يا أنيس - لرجل - فاغد على إمرأة هذا فارجمها). فغدا عليها أنيس
فرجمها.
[ر:2190]
40 - باب:
ترجمة الحكام، وهل يجوز ترجمان واحد.
وقال
خارجة بن زيد بن ثابت، عن زيد بن ثابت: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يتعلم
كتاب اليهود حتى كتبت للنبي صلى الله عليه وسلم كتبهن وأقرأته كتبهم إذا كتبوا
إليه.
وقال عمر،
وعنده عليّ وعبد الرحمن وعثمان: ماذا تقول هذه؟ قال عبد الرحمن ابن حاطب: فقلت:
تخبرك بصاحبها الذي صنع بها.
وقال أبو
جمرة: كنت أترجم بين ابن عباس وبين الناس.
[ر:87]
وقال بعض
الناس: لا بدَّ للحاكم من مترجمَيْن.
6711 -
حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني عبيد الله بن عبد الله: أنَّ
عبد الله بن عباس أخبره: أنَّ أبا سفيان بن حرب أخبره: أنَّ هرقل أرسل إليه في ركب
من قريش، ثم قال لترجمانه: قل لهم: إني سائل هذا، فإن كذبني فكذِّبوه، فذكر الحديث،
فقال للترجمان: قل له: إن كان ما تقول حقاً، فسيملك موضع قدميَّ هاتين.
[ر:7]
41 - باب:
محاسبة الإمام عمَّاله.
6722 -
حدثنا محمد: أخبرنا عبدة: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي حُميد الساعديِّ:
أنَّ
النبي صلى الله عليه وسلم استعمل ابن الأتبيَّة على صدقات بني سُليم، فلما جاء إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاسبه قال: هذا الذي لكم، وهذه هدية أهديت لي، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فهلاَّ جلست في بيت أبيك وبيت أمك حتى تأتيك هديتك
إن كنت صادقاً). ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس، وحمد الله وأثنى
عليه، ثم قال: ( أما بعد، فإني أستعمل رجالاً منكم على أمور مما ولاَّني الله،
فيأتي أحدكم فيقول: هذا لكم وهذه هديَّة أهديت لي، فهلاَّ جلس في بيت أبيه وبيت أمه
حتى تأتيه هديته إن كان صادقاً، فوالله، لا يأخذ أحدكم منها شيئاً - قال هشام -
بغير حقِّه، إلاَّ جاء الله يحمله يوم القيامة، ألا فلا أعرفنَّ ما جاء الله رجل
ببعير له رغاء، أو ببقرة لها خوار، أو شاةً تيعر). ثم رفع يديه حتى رأيت بياض
إبطيه: (ألا هل بلَّغت).
[ر:883]
42 - باب:
بطانة الإمام وأهل مشورته.
البطانة:
الدُّخَلاء.
6773 -
حدثنا أصبغ: أخبرنا ابن وهب: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد
الخدري،
عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: (ما بعث الله من نبي، ولا استخلف من خليفة، إلاَّ كانت له
بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه،
فالمعصوم من عصم الله تعالى).
وقال
سليمان، عن يحيى: أخبرني ابن شهاب بهذا. و عن ابن أبي عتيق،
وموسى، عن
ابن شهاب مثله. وقال شعيب، عن الزُهري: حدثني أبو سلمة، عن أبي سعيد قوله. وقال
الأوزاعيُّ ومعاوية بن سلام:حدثني الزُهري: حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي
صلى الله عليه وسلم. وقال ابن أبي حسين وسعيد بن زياد، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد
قوله. وقال عبيد الله بن أبي جعفر: حدثني صفوان، عن أبي سلمة، عن أبي أيوب قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم.
[ر:6237]
43 - باب:
كيف يبايع الإمام الناس.
6774 -
حدنا إسماعيل: حدثني مالك، عن يحيى بن سعيد قال: أخبرني عبادة بن الوليد: أخبرني
أبي، عن عبادة بن الصامت قال:
بايعنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع و الطاعة في المنشط والمكره، وأن لا ننازع
الأمر أهله وأن نقوم، أو: نقول بالحق حيثما كنَّا لا نخاف في الله لومة لائم.
[ر:6647]
6775 -
حدثنا عمرو بن عليٍّ: حدثنا خالد بن الحارث: حدثنا حميد، عن أنس رضي الله عنه: خرج
النبي صلى الله عليه وسلم في غداة باردة، والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق، فقال:
(اللهم
إنَّ الخير خير الآخرة *** فاغفر للأنصار و المهاجرة).
فأجابوا:
نحن الذين
بايعوا محمدا *** على الجهاد ما بقينا أبدا
[ر:2679]
6776 -
حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن عبد الله بن دينار،
عن عبد
الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
كنَّا
إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا: (فيما
استطعتم).
6777 -
حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان: حدثنا عبد الله بن دينار قال: شهدت ابن عمر حيث
اجتمع الناس على عبد الملك قال: كتب: إنِّي أقرُّ بالسمع والطاعة لعبد الله عبد
الملك أمير المؤمنين، على سنَّة الله وسنَّة رسوله ما استطعت، وإنَّ بنيَّ قد
أقرُّا بمثل ذلك.
[6779،
6844]
6778 -
حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا هُشَيْم: أخبرنا سيَّار، عن الشعبيِّ، عن جرير بن
عبد الله قال:
بايعت
النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة، فلقَّننيفيما استطعت، والنصح لكلِّ
مسلم).
[ر:57]
6779 -
حدثنا عمرو بن عليٍّ: حدثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني عبد الله بن دينار قال:
لمَّا بايع الناس عبد الملك، كتب إليه عبد الله بن عمر: إلى عبد الله عبد الملك
أمير المؤمنين، إنِّي أقرُّ بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين، على
سنَّة الله وسنَّة رسوله فيما استطعت، وإنَّ بنيَّ قد أقرُّوا بذلك.
[ر:6777]
6780 -
حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا حاتم، عن يزيد قال: قلت لسلمة: على أي شيء بايعتم
النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبيَّة؟ قال: على الموت.
[ر:2800]
6781 -
حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء: حدثنا جويرية، عن مالك،
عن
الزُهريِّ: أنَّ حميد بن عبد الرحمن أخبره: أنَّ المسور بن مخرمة
أخبره:
أنَّ الرهط الذين ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا، فقال لهم عبد الرحمن: لست بالذي
أنافسكم على هذا الأمر، ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم، فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن،
فلما ولَّوا عبد الرحمن أمرهم، فمال الناس على عبد الرحمن، حتى ما أرى أحداً من
الناس يتبع أولئك الرهط ولا يطأ عقبه، ومال الناس على عبد الرحمن يشاورونه تلك
الليالي، حتى إذا كانت الليلة التي أصبحنا منها فبايعنا عثمان، قال المسور: طرقني
عبد الرحمن بعد هجع من الليل، فضرب الباب حتى استيقظتُ، فقال أراك نائماً، فوالله
ما اكتحلت هذه الثلاث بكبير نوم، انطلق فادعوا الزبير وسعداً، فدعوتهما له
فشاورهما، ثم دعاني فقال: ادع لي علِيًّا، فدعوته فناجاه حتى ابهارَّ الليل، ثم قام
عليّ من عنده وهو على طمع، وقد كان عبد الرحمن يخشى من عليٍّ شيئاً، ثم قال: ادع لي
عثمان، فدعوته، فناجاه حتى فرَّق بينهما المؤذِّن بالصبح، فلما صلَّى للناس الصبح،
واجتمع أولئك الرهط عند المنبر، فأرسل إلى من كان حاضراً من المهاجرين والأنصار،
وأرسل إلى أمراء الأجناد، وكانوا وافوا تلك الحَجَّة مع عمر، فلما اجتمعوا تشهَّد
عبد الرحمن ثم قال: أمَّا بعد يا عليُّ، إنِّي قد نظرت في أمر الناس، فلم أرهم
يعدلون بعثمان، فلا تجعلنَّ على نفسك سبيلاً. فقال: أبايعك على سنَّة الله ورسوله
والخليفتين من بعده، فبايعه عبد الرحمن، وبايعه الناس: المهاجرون، والأنصار، وأمراء
الأجناد، والمسلمون.
44 - باب:
من بايع مرتين.
6782 -
حدثنا أبو عاصم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة قال:
بايعنا
النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة، فقال لي: (يا سلمة ألا تبايع). قلت: يا رسول
الله، قد بايعت في الأول، قال: (وفي الثاني).
[ر:2800]
45 - باب:
بيعة الأعراب.
6783 -
حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي
الله عنهما:
أنَّ
أعرابيًّا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأصابه وعك، فقال: أقلني
بيعتي، فأبى، ثمَّ جاءه فقال: أقلني بيعتي، فأبى، فخرج، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (المدينة كالكير، تنفي خبثها، وتصنع طيِّبها).
[ر:1784]
46 - باب:
بيعة الصغير.
6784 -
حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا عبد الله بن يزيد: حدثنا سعيد، هو ابن أبي أيوب، قال:
حدثني أبو عقيل زُهرة بن معبد، عن جدِّه عبد الله بن هشام، وكان قد أدرك النبي صلى
الله عليه وسلم، وذهبت به أمُّه زينب بنت حميد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقالت: يا رسول الله بايعه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هو صغير). فمسح رأسه
ودعا له، وكان يضحِّي بالشاة الواحدة عن جميع أهله.
[ر:2368]
47 - باب:
من بايع ثم استقال البيعة.
6785 -
حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن محمد بن المنكدر،
عن جابر
ابن عبد الله:
أنَّ
أعرابيًّا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعك
بالمدينة، فأتى الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول
الله، أقلني بيعتي، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي،
فأبى، ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي، فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (إنما المدينة كالكير، تنفي خبثها وتنصع طيِّبها).
[ر:1784]
48 - باب:
من بايع رجلاً لا يبايعه إلاَّ للدنيا.
6786 -
حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكِّيهم ولهم
عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالطريق يمنع منه ابن السبيل، ورجل بايع إماماً لا
يبايعه إلا لدنياه، إن أعطاه ما يريد وفى له وإلا لم يف له، ورجل بايع رجلاً بسلعةٍ
بعد العصر، فحلف بالله لقد أعطي بها كذا وكذا فصدَّقه، فأخذها، ولم يعط بها).
[ر:2230]
49 - باب:
بيعة النساء.
رواه ابن
عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[ر:936]
6787 -
حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري. وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب:
أخبرني أبو إدريس الخولانيُّ: أنه سمع عبادة بن الصامت يقول:
قال لنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس: (تبايعوني على أن لا تشركوا بالله
شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتانٍ تفترونه بين
أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك
شيئاً فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله، فأمره إلى
الله: إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه).فبايعناه على ذلك.
[ر:18]
6788 -
حدثنا محمود: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزُهري،
عن عروة،
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان
النبي صلى الله عليه وسلم يبايع النساء بالكلام بهذه الآية: {لا يشركن بالله
شيئاً}. قالت: وما مسَّت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة إلاَّ امرأة
يملكها.
[ر:4609]
6789 -
حدثنا مسدَّد: حدثنا عبد الوارث، عن أيوب، عن حفصة، عن أمِّ عطيَّة قالت:
بايعنا
النبي صلى الله عليه وسلم، فقرأ علينا: {أن لا يشركن بالله شيئاً}. ونهانا عن
النياحة، فقبضت امرأة منا يدها، فقالت: فلانة أسعدتني، وأنا أريد أن أجزيها. فلم
يقل شيئاً، فذهبَت ثم رجعَت، فما وفت امرأة إلا أم سُليم، وأم العلاء، وابنة أبي
سبرة امرأة معاذ، أو ابنة أبي سبرة، وامرأة معاذ.
[ر:1244]
50 - باب:
من نكث بيعة.
وقال الله
تعالى: {إنَّ الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما
ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليهُ الله فسيؤتيه أجراً عظيماً} / الفتح:10/.
6790 -
حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن عمر بن المنكدر: سمعت حابراً قال:
جاء
أعرابيّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: بايعني على الإسلام، فبايعه على
الإسلام، ثم جاء الغد محموماً، فقال: أقلني، فأبى، فلما ولَّى، قال: (المدينة
كالكير، تنفي خبثها وتنصع طيِّبها).
[ر:1784]
51 - باب:
الإستخلاف.
6791 -
حدثنا يحيى بن يحيى: أخبرنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد: سمعت القاسم بن محمد
قال:
قالت
عائشة رضي الله عنها: وارأساه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذاكِ لو كان
وأنا حيّ فأستغفر لك وأدعو لك). فقالت عائشة: واثكلياه، والله إني لأظنك تحبُّ
موتي، ولو كان ذاك لظلِلتَ
آخر يومك
معرِّساً ببعض أزواجك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بل أنا وارأساه، لقد هممت،
أو أردت، أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد، أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنُّون،
ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو: يدفع الله ويأبى المؤمنون).
[ر:5342]
6792 -
حدثنا محمد بن يوسف: أخبرنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر
رضي الله عنهما قال:
قيل
لعمر: ألا تستخلف؟ قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك فقد
ترك من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأثنوا عليه، فقال: راغب وراهب،
وددت أنِّي نجوت منها كفافاً، لا لي ولا عليَّ، لا أتحمَّلها حيًّا وميِّتاً.
6793 -
حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزُّهريّ:
أخبرني
أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر، وذلك الغد
من يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم، فتشهَّد وأبو بكر صامت لا يتكلم، قال: كنت
أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدبرنا، يريد بذلك أن يكون آخرهم،
فإن يكُ محمد صلى الله عليه وسلم قد مات، فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نوراً
تهتدون به بما هدى الله محمداً صلى الله عليه وسلم، وإنَّ أبا بكر صاحب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثاني اثنين، فإنَّه أولى المسلمين بأموركم، فقوموا فبايعوه،
وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكانت بيعة العامَّة على
المنبر. قال الزُهريُّ، عن أنس بن مالك: سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذٍ: اصعد
المنبر، فلم يزل به حتى صعد المنبر، فبايعه الناس عامَّةً.
[6841]
6794 -
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن جبير بن
مطعم، عن أبيه قال:
أتت
النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فكلمته في شيء، فأمرها أن ترجع إليه، قالت: يا رسول
الله، أرأيت إن جئت ولم أجدك؟ كأنها تريد الموت، قال: (إن لم تجديني فأتي أبا بكر)
[ر:3459]
6795 -
حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان: حدثني قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي بكر
رضي الله عنه: قال لوفد بزاخة: تتبعون أذناب الإبل، حتى يري الله خليفة نبيِّه صلى
الله عليه وسلم والمهاجرين أمراً يعذرونكم به.
6796 -
حدثني محمد بن المثنَّى: حدثناغندر: حدثنا شعبة، عن عبد الملك: سمعت جابر بن سمرة
قال:
سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يكون اثنا عشر أميراً) فقال كلمة لم أسمعها، فقال
أبي: إنه قال: (كلهم من قريش).
52 - باب:
إخراج الخصوم وأهل الرِّيب من البيوت بعد المعرفة.
وقد أخرج
عمر أخت أبي بكر حين ناحت.
6797 -
حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب يُحتَطب، ثم
آمر بالصلاة فيؤذَّن لها، ثم آمر رجلاً فيؤمَّ الناس، ثم أخالف إلى رجال فأُحرِّق
عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنه يجد عَرقاً سميناً، أو مرماتين
حسنتين لشهد العشاء).
[ر:618]
53 - باب:
هل للإمام أن يمنع المجرمين وأهل المعصية من الكلام معه والزيارة ونحوه.
6798 -
حدثني يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله
بن كعب بن مالك: أن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب من بنيه حين عمي، قال:
سمعت كعب بن مالك قال:
لمَّا
تخلَّف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فذكر حديثه، ونهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، وآذن رسول الله
صلى الله عليه وسلم بتوبة الله علينا.